أرشيف

ما الفائدة من مجلس التعاون الخليجي إذا عجز عن حل أي مشكلة بالمنطقة منذ انشائه

نشكر جهودكم المبذولة لاحتواء الموقف في اليمن أياً كانت الأسباب والدوافع غير اننا كشعب يمني خرج إلى الساحات على امتداد وطننا اليمني نقدر لكم مواقفكم وجهودكم ونرجو أن تأخذوا باعتباركم أننا لم نخرج للنزهة أو أننا نعاني من أزمة سياسية بين طرفين هما السلطة والمعارضة كما تتصورون أو بالأصح كما صورها لكم النظام.
فالأزمة كانت منذ أمد بعيد وجميعكم يعرف ذلك وما يحدث اليوم في الشارع اليمني هي ثورة شعب بكافة أطيافه ضد نظام طال جثومه فوق صدورنا يبدد مواردنا ويسرق أقواتنا ولم يكتف بذلك بل وصل حد مصادرة أحلامنا وتشويه صورتنا الحضارية وقيمنا الأخلاقية ولم يبق لنا شيء.
وهنا أتساءل وبعيداًًً عن أي حسابات أخرى هل يسركم أن يصل اشقاؤكم اليمنيون متسللين عبر الحدود إما متسولين أو باحثين عن عمل ولو بطرق غير مشروعة بدافع الحاجة؟ لما لا تسألون أنفسكم ما الذي أوصلنا إلى هذا المستوى ونقول لكم إن لم يكن بإمكانكم دعمنا لنتخلص من هذا الطاغية لنتمكن من بناء وطننا بما نملك من طاقات وثروات فإننا نعفيكم من هذه المهمة ونطلب منكم بكل ما يجمعنا من أواصر أن تتخلوا فقط عن هذا النظام وتكفوا عن دعمه لأن استمراره يشكل خطراًًً علينا وعليكم، ونعدكم بعد ذلك بأننا بعون الله كفيلون بإسقاطه ومن ثم بناء وطن عامر بالعطاء والخير وسنكفيكم بلايا وشرور هذا النظام التي نالتكم كما يجب أن تثقوا بأن اليمن ليس قنبلة موقوتة كما صوره لكم وصور أبناءها بل وجعلهم عالةً عليكم في كثير من الأوقات
فاليمن الجديد الذي ننشد بناءه سيكون مفخرةَ لكم ورافداَ قوياَ لمجلسكم الذي تحفظتم طويلاً على انضمامه إلى مجلسكم ولكم الحق في ذلك بسبب الفوارق الكبيرة التي تفصلنا عنكم في شتى المجالات والتي أصبح اليوم جلياً أمامكم معرفة أسبابها ولم يعد بمقدور عاقل أن يصدق ألاعيب هذا النظام فلماذا أنتم؟
فكروا ولو من الناحية الاقتصادية كم تنفقون سنوياً لمواجهة المتسللين لحدود بعض دولكم التي وصل بها الأمر إلى أن تخصص بنداً رئيسياً من بنود ميزانيتها السنوية.
اخوتنا الأشقاء لا نطلب منكم مستحيلاً وليس لنا سوى طلب هو واجب عليكم أصلاً امتثالاً لقول الرسول الكريم (ص): من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت « وفي حديث آخر :… » ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ضننت أنه سيورثه « فلنا عليكم حق الأخوة وحق الجوار إما أن يكون لكم موقف واضح وبعيد عن الحسابات التي وضعها في مخيلتكم هذا النظام وتحترموا إرادتنا في طلب رحيله الفوري عن السلطة وعدم الحديث عن الضمانات لأنها من شأن أولياء دم الشهداء الذين سقطوا في الساحات ليس خلال أحداث هذه الثورة وإنما على مدى ثلاثة وثلاثين عاما.
وإن كانت مبادرتكم من باب إصلاح ذات البين وحرصكم على اليمن فينبغي عليكم عدم تجاهل الشعب اليمني الذي اختزلتموه في مبادرتكم ولم يرد ذكره فيها وكأن ما يجري في اليمن هو أزمة سياسية بين السلطة والمعارضة وليست ثورة شعب سلبت حقوقه.
أخيراً إن كنتم لا تزالون تجهلون حقيقة هذا النظام فلتنظروا إلى تعامله مع مبادرتكم ومحاولته إلى تجريب أسلوبه في خلق الشك والوقيعة بين دولكم كما اعتاد على فعل ذلك بين مكونات المجتمع اليمني طوال فترة حكمه التي عزم شعبنا على إنهائها.

عبد الغني الكناني
اليمن – صنعاء
القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى